فقدان الوزن بسرعة:التخلص من الوزن الزائد بشكل سريع

لماذا فشلت كل محاولاتي في إنقاص الوزن؟ 

دعني أبدأ معك بصراحة مطلقة:

أنا لست أخصائي تغذية، ولست مدرب رياضي.
أنا فقط شخص مثلك... خضت رحلات دايت متعددة، وكل مرة كنت أبدأ وأنا مليء بالحماس، وأعد نفسي أنني هذه المرة "لن أتراجع".
لكن النتيجة؟
الفشل... مرارًا وتكرارًا.

وأسوأ ما في الأمر أنني لم أفهم لسنوات "لماذا".
لماذا لا أستطيع الاستمرار؟ لماذا وزني ثابت؟ لماذا أعود لنفس العادات كل مرة؟

هذه تجربتي كما هي، دون تنميق، دون مثالية، وقد تجد نفسك فيها.

---

💢 البداية: معاناة منذ الطفولة

وزني الزائد بدأ من الطفولة.
كنت الطفل الممتلئ "اللي كل الناس تحبه"، لكن مع الوقت أصبح اللقب "الثقيل اللي لازم يخف شوية".
في المراهقة، أصبحت حساسًا لأي تعليق، وبدأت محاولاتي العشوائية مع الدايت:

• أول تجربة كانت دايت من الإنترنت اسمه "رجيم الماء فقط".
  صمت 3 أيام متتالية تقريبًا، شربت ماء، وشعرت بفخر شديد... إلى أن فقدت الوعي في المدرسة.

أمي ضربتني وقتها، لا لأنها غاضبة، بل لأنها خافت جدًا.
وأنا؟ شعرت أنني فاشل.

---

🧠 مرحلة "الوعي المزيف" – المعلومة دون فهم

مع تقدمي في العمر، بدأت أقرأ عن التغذية.
دخلت مجموعات فيسبوك، تابعت أخصائيين على إنستغرام، حملت تطبيقات لحساب السعرات.
أصبحت أظن أنني خبير.
كنت أقول لأصدقائي:

"المهم هو العجز الحراري، مو مهم شو تاكل... قلل السعرات وراح تنحف."

وبالفعل، جربت أن آكل 900 سعرة حرارية فقط في اليوم.
وبدأت أمشي كل يوم ساعة.
بعد أسبوعين فقط... خسرت 5 كيلوغرامات.
لكن في الأسبوع الثالث، بدأ جسدي ينهار:

• دوخة مستمرة

• صداع

• أرق

• تساقط شعر

• إمساك مزمن

والأسوأ؟ وزني توقف تمامًا عن النزول.
عدت أكل طبيعي... وزني رجع، بل زاد أكثر من قبل.
وهنا بدأت أدخل في حلقة اليويو: أنحف بسرعة، ثم أزيد بسرعة أكبر.

---

🍟 علاقتي المسمومة مع الأكل

لم أكن أعرف أن لدي اضطراب في علاقتي مع الطعام.
كنت أرى الأكل إما "عدو يجب هزيمته" أو "ملاذ للهروب".
في يوم الدايت، كنت أتناول فقط سلطة ولبن.
وفي يوم "الخربطة"، كنت أتناول 3 وجبات سريعة في نفس اليوم وكأنني أنتقم.

وفي كل مرة أقول: "خلاص، من بكرة أبدأ من جديد".
لكن الحقيقة؟
الأكل ليس العدو.
ولا يوجد شيء اسمه "بكرة".
يوجد شيء اسمه: نمط حياة قابل للاستمرار.

---

🧠 التحول بدأ عندما سألت نفسي: "ليش؟"

في لحظة صمت، بعد ليلة بكيت فيها من الإحباط، قررت أن أغير السؤال.
بدلاً من "كيف أنحف؟"، قلت لنفسي:

"ليش كل مرة أفشل؟"

وكتبت على ورقة:

1. أبدأ الدايت بقسوة شديدة

2. أضع أهدافًا غير منطقية (10 كيلو في شهر!)

3. أستخدم الأكل كتعويض عاطفي

4. أقارن نفسي بالآخرين

5. أعتبر يوم الخطأ = فشل كامل

وكل هذه الأسباب كانت "نفسية"، مش "غذائية".
وهنا بدأت أفهم شيئًا مهمًا جدًا:
الدايت ليس جدول طعام، بل تغيير تفكير.

---

🧘‍♂️ ما الذي فعلته لاحقًا؟

✅ أولًا: نسيت الميزان

حرفيًا، خبأته.
وبدأت أقيس نجاحي بطريقة مختلفة:

• هل نمت بشكل جيد؟

• هل شعرت بالشبع دون تخمة؟

• هل لباسي أصبح أوسع؟

• هل مزاجي أفضل؟

✅ ثانيًا: بديت أكل كل شيء... لكن بوعي

قررت أن لا ألغِ أي صنف من حياتي.
صرت آكل كل شيء، حتى الشوكولاتة.
لكن كنت أسأل نفسي قبل الأكل:

"هل فعلاً أنا جوعان؟
هل أحتاج هذه الكمية؟
هل أستمتع بهذا؟"

صارت علاقتي مع الأكل مبنية على وعي ولطافة، مش حرمان وعقاب.

✅ ثالثًا: الرياضة صارت متعة، مش واجب

نسيت الجيم!
صرت أمارس المشي مع صديق، أو أرقص لحالي في الغرفة، أو أتابع فيديو يوجا.
الهدف صار: "أنا أتحرك لأشعر بالنشاط، مش لأحرق سعرات".

---

🧩 الدروس التي غيرت كل شيء

1. الدايت القاسي يخسّرك أكثر من وزنك... يخسّرك نفسك.

2. ما في جسم يشبه الثاني، وما في نتيجة تنطبق على الكل.

3. الدايت الناجح هو اللي تقدر تكمل عليه وأنت مرتاح.

4. الفشل جزء طبيعي من التغيير، مش نهاية الطريق.

5. حبك لنفسك هو البداية، مش المكافأة.

---

الخاتمة:

اليوم، وزني ليس مثاليًا، وربما لن يكون.
لكنني بصراحة:

• أنام مرتاح

• آكل بدون ذنب

• أتحرك بلا ضغط

• وأحب نفسي أكثر من أي وقت مضى

إذا كنت مثلي قد فشلت في إنقاص وزنك أكثر من مرة، فتذكر:
الفشل ليس لأنك ضعيف، بل لأن الأسلوب كان خاطئ.

ابدأ بأسلوب مختلف، بعقل مختلف، وبقلب يحبك.
ولا تنسَ:

جسدك لا يحتاج عقاب... يحتاج صداقة.