أخطاء شائعة في الدايت دمرت صحتي... تعلّم من تجربتي
.png)
أكتب لكم هذا المقال من واقع تجربة شخصية مؤلمة مررت بها خلال رحلتي في فقدان الوزن.
كنت مثل كثيرين أبحث عن "دايت سحري" يُنقص وزني بسرعة، لكنني لم أكن أعلم أنني كنت أرتكب أخطاء قاتلة دمرت صحتي على المدى القصير والطويل.
دعوني أحكي لكم القصة.
1. كنت أظن أن "الأكل القليل" هو السر... حتى بدأ شعري يتساقط!
في بداية رحلتي، قررت أن آكل أقل قدر ممكن: وجبة واحدة في اليوم، بدون زيت، بدون خبز، بدون شيء تقريبًا.
في أول أسبوع، خسرت 3 كيلوغرامات وكنت مبسوط جدًا... لكن بعد أسبوعين، بدأت أعاني من دوخة مستمرة، ونقص طاقة، وتساقط شعر بشكل مخيف.
زرت طبيبة تغذية وقالت لي جملة لن أنساها:
"أنت لا تفقد وزنًا، أنت تفقد صحتك."
2. ألغيت الكربوهيدرات تمامًا... وصرت لا أستطيع التركيز
سمعت كثيرًا أن الكربوهيدرات "عدو الرجيم"، فقررت الاستغناء عنها نهائيًا.
صرت أعيش على البيض والزبادي والدجاج فقط.
بعد عدة أيام، لاحظت أنني لم أعد أستطيع التركيز في عملي، ولا حتى التحدث بسلاسة.
الدماغ يحتاج كربوهيدرات ليعمل، وأنا كنت أحرمه منها بحماقة!
3. اتّبعت دايت من الإنترنت دون فهم... وكانت النتيجة كارثية
وجدت دايت مشهور على إنستغرام يسمى "دايت التنشيف"، فيه قائمة طعام مكررة ومملة طوال الأسبوع.
بدأت أطبقه حرفيًا، دون استشارة مختص، وبعد أسبوعين أصبت بإمساك حاد ونقص في الحديد.
ما تعلمته: لا يوجد دايت يناسب الجميع. جسمك له احتياجات مختلفة، والنسخ واللصق لن ينفعك.
4. أصبحت مهووسًا بالميزان... ونسيت نفسي
كل صباح كنت أركض إلى الميزان، ولو زاد وزني 200 غرام فقط أشعر بالفشل والذنب.
مرّ عليّ يوم بكيت فقط لأن الميزان لم يتحرك.
لكن الحقيقة التي اكتشفتها لاحقًا: الوزن يتغير لأسباب كثيرة: ماء، عضلات، هرمونات... الميزان لا يقول الحقيقة دائمًا.
5. شربت شاي "التخسيس" من دون وعي... وندمت
جربت نوعًا من الشاي اشتريته من متجر إلكتروني، وكان مكتوبًا عليه "يحرق الدهون بسرعة".
في البداية، شعرت بأنه يسرّع عملية الإخراج (أكرمكم الله)، لكن بعد أسبوع أصبحت أعاني من آلام حادة في المعدة وجفاف.
عندما قرأت المكونات لاحقًا، اكتشفت أنه يحتوي على مواد مدرة للبول بشكل قوي جدًا.
6. كنت أمارس الرياضة وأنا جائع... كدت أن أسقط في النادي
في أحد الأيام قررت أن أذهب للتمرين صباحًا دون أن أتناول أي شيء.
بعد 20 دقيقة من التمارين القاسية، شعرت بدوخة شديدة وبدأت أرى ضبابًا.
المدرب أوقفني فورًا وقال:
"جسمك يحتاج وقود. لا تحرق نفسك بدلاً من السعرات!"
الخلاصة من تجربتي:
أنا لا أكتب هذا المقال كأخصائي تغذية، بل كشخص مرّ بنفس المعاناة التي قد تمر بها الآن.
الدايت لا يعني تجويع النفس أو جلد الذات.
بل هو توازن، فهم، ورفق بالنفس.
أعطِ جسمك ما يحتاج، واستمع إليه، ولا تنخدع بالحلول السريعة.
📌 إذا كنت تمر بتجربة مشابهة، أرجو أن يكون هذا المقال بمثابة صوت عاقل وسط فوضى أنظمة الدايت.
ولا تنسَ: الصحة أولًا، ثم يأتي الوزن.